التساؤل في هذه القصيدة عن نشأة الحب وكيف تبينت حالته للإنسان، ثم تأتي الإجابة أن الحب عرفه الإنسان قبل أن يأتي إلى هذا الوجود ، عرفه يوم أن كنا ذرات في ظهور الآباء، أخذها رب العزة وأشهدها ( ألست بربكم ) فهنالك كان شهود البشر لربهم حيث تغشاهم نوره، وهناك نال كل إنسان قسطا من هذا النور ظل كامنا فيه، ومنذ تلك اللحظة عشق الإنسان هذا النور، ثم هاهنا في الدنيا، عندما اشتاق الإنسان لهذا النور الذي أحبه ظل يبحث عنه يستشعر وجوده أينما أحس به، وكلما التقى بشخص نال حظا وافرا من هذا النور الذي سمي في القصيدة ( سرا ) انجذب لهذا الشخص، وأحبه لما فيه من جمال أو نور أو سر هو ضالة الباحث العاشق منذ القدم، وكيف يكون الحال إذا شاهد الإنسان هذا الجمال وهذا النور في القدر الكامن في ذاته منذ الأزل؟، لاشك أنه سيشقى لكشف الغطاء بينه وبين ذاته ، وعندما يعجز عن ذلك يدرك أنه يحاول المستحيل، ويكتفي باستشعاره في نفسه وفيمن حوله، ثم ينتهي به المطاف وهو يبحث عن القدر الشافي من هذا الجمال والمثال الأعلى الواجب أن يوجه إليه حبه فيجده في آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويعقب بأنه خير ما عليه أن يفعل ليتحقق من ذلك أن يهتدي بهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام.