الاميره الناعمه لؤلؤة جديد
عدد الرسائل : 23 العمر : 34 المزاج : روعه عارضة الطاقه : رقم العضويه : 42 تاريخ التسجيل : 27/11/2008
| موضوع: جهاد النفس (الجزء الثاني) السبت 06 ديسمبر 2008, 12:32 pm | |
| مجاهدة النفس هي إذن: فطمها وحملها على خلاف هواها المذموم وإلزامها تطبيق شرع الله تعالى أمراً ونهياً. ومجاهدة النفس كذلك: هي ترويض النفس وتدريبها وتربيتها على الالتزام بخط الإسلام، والتطابق الإرادي والنفسي مع منهاجه القويم . ودليلها من الكتاب قوله تعالى: ( والذينَ جاهدوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) . وهذه الآية من سورة العنكبوت ، وهي سورة مكية ، ومن المعلوم أن جهاد الكافرين شرع في المدينة النبوية ، وهذا يدل على أن المراد من الجهاد هنا جهاد النفس ، وبما أن تزكية النفس فرض عين ، وهي لا تتمّ إلا بالمجاهدة ، فإن المجاهدة تكون فرض عين ، إذ إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن مجاهدة النفس وإكراهها على الطاعات من أفضل أنواع الجهاد في سبيل الله ، وسيأتي الدليل على ذلك الدليل من السنة . وتربية النفس وتزكيتها ضرورة واجبة، وهو استجابة لأمر الله عز وجل ؛ إذ إن الله تعالى قد أمرنا أجمعين أن نزكي أنفسنا، وأن نقيها الذنوب والمعاصي حيث قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً﴾، وقد ربط الله عز وجل فلاح هذه الأنفس بتزكيتها وتربيتها في غير ما موطن في القرآن الكريم، فيقول الله تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) .
ثانيا: الأمر بالمجاهدة في القرآن الكريم : وقد أمرنا الله تعالى بمجاهدة أنفسنا لله فقال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج )[سورة الحج:77-78]، وحق الجهاد يكون بفعل مراتب الجهاد الأربع السابقة . نتيجة المجاهدة : وعد الله تعالى من جاهد نفسه وخالف هواه وجعل هدفه السعي إلى مرضاة الله ؛ وعده الله تعالى بالمعونة والنصر والتأييد والهداية للطريق القويم ، فقال سبحانه وتعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) [ العنكبوت : 69] ثالثا ـ الأمر بالمجاهدة في الحديث والآثار : وعن " فضالة بن عبيد " رضى الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( والمجاهد من جاهد نفسه في الله ) [ رواه ابن حبان والترمذي في كتاب فضائل الجهاد وصححه ورواه أحمد وانظر السلسة الصحيحة للألباني (549)] ، و قال " عمر بن عبد العزيز " رحمه الله :" أحب الأعمال إلي الله ما أكرهت عليه النفوس " . وقال عبد الله بن المبارك " رحمه الله : " إن الصالحين قبلنا كانت تواتيهم أنفسهم ( أي تعينهم وتوافقهم ) على فعل الخير ونحن لا تواتينا أنفسنا إلا أن نكرها " فسبحان الله ماذا سيقول ابن المبارك لو أدرك زماننا هذا ؟!! رابعاـ خطورة عدم مجاهدة النفس : فقد اتفق علماء السلف على أن النفس تحجز بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنها لا تستطيع أن تصل إلى مرضاة الله عز وجل والنجاة يوم القيامة إلا بعد تهذيبها والسيطرة عليها، قال تعالىونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ،قد أفلح من زكاها ،وقد خاب من دساها ) الشمس : 7_ 10وقال تعالى: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ) آل عمران :30. تتمثل خطورة ترك مجاهدة النفس في أن صلاحها وفسادها لا يؤثر على حياة الفرد ومصيره فحسب، بل يؤثر على المسلمين عامة وعلى الدعاة خاصة. والمثال على ذلك ما أصاب المسلمين في غزوة أحد ما أصابهم من القرح الشديد حيث قتل سبعون من الصحابة وجرح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وتساءل بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما سبب الهزيمة ألسنا نقاتل في سبيل الله ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وعدنا الله تعالى بالنصر؟ فأنزل الله عز وجل قوله تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ) آل عمران : 165سبب الهزيمة من أنفسكم، بسبب مخالفة الرماة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم. أيها الأخوة الكرام/ أيتها الأخوات الفاضلات: إنه بالرغم ما للنفس من خطورة وأهمية كبيرة إلا أنه وللأسف 1. يترك كثير من الناس نفوسهم ولا يهتمون بتزكيتها ومجاهدتها ولا تطهيرها. 2. ومن الناس من يعرف في نفسه الصفات الذميمة والأمراض الكثيرة كالبخل أو الكبر أو الرياء أو حب الرياسة والسيطرة على الآخرين أو حب الانتصار للنفس في الباطل أو العجب وحب الظهور أو الاعتزاز الشديد بالرأي الشخصي، ولكنه لا يقاوم تلك الصفات، بل ويتساهل مع ما تدفعه إليه من أعمال، فتنمو تلك الصفات، ويصعب عليه السيطرة على نفسه. 3. والصنف الثالث من الناس لا يملك قوة على مواجهة نفسه ولا يريد أن يعترف أنه مصاب بتلك الصفات الذميمة، وبالتالي لا يفكر أساسا في علاجها، فهل هذه حال أناس يدركون أهمية صلاح نفوسهم؟ الوقوف مع النفس : إننا يجب أن نعيد النظر في اهتمامنا بتزكية النفس لنقضي على تلك المظاهر السابقة أو لتقليلها في صفوف المسلمين، وإلا فالنتيجة وخيمة لا يرضى بها إلا عدو، وليس من المبالغة في القول إننا يجب أن نقف كثيرا مع نفوسنا نحاسبها كما يحاسب الشريك المتخوف شريكه، وأن نخطو بقوة وعزيمة كما يخطو الجندي المهاجم على عدوه، ولعل المقام يسمح بإلقاء الضوء على بعض خطوات إصلاح وتزكية النفس. خامساً ـ خطوات إصلاح النفس وبيان أنواعها : أما الخطوة الأولى لإصلاح النفس وتزكيتها : هي معرفة موقع النفس ودرجتها، لقد وصف الله سبحانه تعالى النفس في القرآن الكريم بثلاثة صفات أو ذكر لها ثلاث درجات. أما الصفة الأولى وهي أدنى وأخس درجة هي النفس الأمارة، وهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من الشهوات والملذات الحسية ، أو تأمر صاحبها بالأخلاق القبيحة كالظلم أو الحقد أو الفخر وغير ذلك من مخالفات للشرع، فإن أطاعها العبد قادته لكل قبيح ومكروه قال تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) يوسف : 53، فأخبر سبحانه وتعالى عن تلك النفس أنها أمارة وليست آمرة لكثرة ما تأمر بالسوء، ولأن ميلها للشهوات والمطامع صار عادة فيها إلا إذا رحمها الله عز وجل وهداها رشدها ، وهذه هي النفس التي يجب مجاهدتها . أما الصفة الثانية أو الدرجة التي يمكن للنفس أن تعلو إليها فهي النفس اللوامة، وهي النفس التي تندم على ما فات وتلوم عليه، وهذه نفس رجل لا تثبت على حال فهي كثيرة التقلب والتلون، فتذكر مرة وتغفل مرة، تقاوم الصفات الخبيثة مرة، وتنقاد لها مرة، ترضي شهواتها تارة، وتوقفها عند الحد الشرعي تارة. أما الصفة الثالثة أو أعلى مرتبة يمكن أن تصل إليها نفسك وترقى هي النفس المطمئنة، وهي تلك النفس التي سكنت إلى الله تعالى واطمأنت بذكره وأنابت إليه وأطاعت أمره واستسلمت لشرعه واشتاقت إلى لقائه، كرهت كل معصية وأحبت كل طاعة وتخلصت من الصفات الخبيثة من الشح والأنانية واللؤم والخيانة واستقرت على ذلك فهي مطمئنة، وهذه النفس هي التي يقال لها عند الوفاة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )
(يتبع)
عدل سابقا من قبل الاميره الناع في السبت 06 ديسمبر 2008, 12:36 pm عدل 1 مرات (السبب : تعديل) | |
|
روح الانبار مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 365 العمر : 45 المزاج : عادي عارضة الطاقه : رقم العضويه : 1 تاريخ التسجيل : 19/09/2008
| موضوع: رد: جهاد النفس (الجزء الثاني) الأحد 07 ديسمبر 2008, 11:27 am | |
| شكرا على الموضوع جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك | |
|
لؤلؤة الحب المديره العامه
عدد الرسائل : 524 العمر : 39 المزاج : رايق عارضة الطاقه : رقم العضويه : 35 تاريخ التسجيل : 17/10/2008
| موضوع: رد: جهاد النفس (الجزء الثاني) الثلاثاء 09 ديسمبر 2008, 12:00 pm | |
| | |
|
احمد العراقي مشرف عام
عدد الرسائل : 651 العمر : 36 العمل/الترفيه : ؟؟؟؟ المزاج : رايق عارضة الطاقه : رقم العضويه : 4 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: رد: جهاد النفس (الجزء الثاني) الأربعاء 07 يناير 2009, 7:28 pm | |
| | |
|