رضاءُ الناس ِ لن يشفي السقاما = ولا أهوائهمْ تصلُ الختاما
رضاءُ الناس ِ للعطشى سراب = وللموعود ِ قد أضحى كلاما
فلن نجني بأرض ٍأو زمان ٍ = رضاء َ الناس أو نجد المُراما
ولا نجد القناعة في نفوس ٍ = ولو ركبت أسودا ً أو غماما
ولن ترضى عليك الناسُ مهما = عملت مناقبا ًعشت أنسجاما
تعاتبك القلوبُ وإن دماء = روتها من نحورك أقتساما
فلا مَنْ باتَ يحصدُ كل خير ٍ= ولا من ذاقَ جوعا ًوانعداما
يعيشون الحياة َ وهم رضاء = ويبنون المودة والوئاما
لحاهم للغرائز طوع أمر = وللأهواء قد سبقوا الزحاما
رضاءُ الناس مبلغه محال = وإن يرضوا فلا يعدو المقاما
فلا تأمن لتهليل ٍ ومدح ٍ = وشعر ٍ يجعلُ الحمقى كراما
فإن أحسنت للمحتاج يوما ً= فلا تأمل مديحا ً أو غناما
وإن واعدت قوما ًفي كلام ٍ= فلا يرجى من القوم ألتزاما
وقد تعلو بفكر أو مقام ٍ = ولا تلقى من الناس احتراما
لعمري كيف يسعدني زماني = وحولي كائنٌ يُسقي الزؤاما
ولو أعُطي لهم بالروح ودا ً= لما عزفوا على الثغر ابتساما
ولو كنت الشموع لهم بليل ٍ= لما ردّوا عن القلب السهاما
يكيدون المكائدَ في خفاءٍ = ولو كانوا بمظهرهم كظاما
أعاملُ جلهم حذرا ً وكرها ً= فأجرعهمْ كمنْ ذاق الفطاما
وإن يوما ًسألتُ الجمعَ عونا ً= فهذي دنيتي وهبت لئاما
لهم للمال والسلطات حبّ = وللكرسيِّ قد ركبوا الحراما
أراهم كالذئاب إذا استجاروا = كأن بنينها سرقت نياما
وأن ضاعت مبادئنا بجهل ٍ= إذًا فاقرأ على الدنيا السلاما
فياليتَ الاله يذيقُ نفسي = رضاءً , فالرضا يُعلي المقاما
ولن يأتي رضاءُ الرب إلا = إذا الأبوان قد رُفعا كراما
فلا تبخل على الأباء حتى = ولو بالقلب قد غرسوا الحساما
فيا سعدا لمن رضيت بزوج = يُقيمُ الفرضَ شوقا ً واعتصاما
حذاري من ضياع العمر هدرا ً = وراءَ غرائز تُلقى حطاما
فلا تياس لعل الرب يوم = يعاضدنا بمن نزع اللثاما
هنيأ ً يا تقاة الحق فزتم = بمرضاة بها تجلى الجساما
وخيرُ الزاد في الدنيا رضاء = وقلب يجعلُ التقوى أماما
وخير سكينة للنفس عقل = إذا حسن العبادة والصياما
ويقبلُ قانعا ً في كل حال = وإن خسرَ الصغائر والعظاما