البـهـلـول
البهلول واحد من أعقل المجانين
من هو البهلول ؟
هو : أبو وهيب بهلول بن عمرو الصيرفي الكوفي ، ولد بالكوفة
قيل توفي سنة 190 هـ ، وقبره ببغداد.
وعن مجالس المؤمنين ، أن بهلولاً كان من أصحاب الاِمام الصادق عليه السلام وأنّه كان يستعمل التقية ... بماذا ؟
إليكم قصته ....
ما الذي جعله يتظاهر بالجنون؟
كان الخليفة العباسي _هارون الرشيد_ حريصاً كل الحرص على الملك العضوض بحيث كان يتخذ الذرائع في القضاء على مخالفية وإزاحتهم عن الطريق مهما كلف الأمر.
وكان محبوب قلوب المؤمنين آنذاك الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) على رأس هؤلاء المخالفين حيث كان يشكل خطراً كبيراً على هارون الرشيد.
حاول الرشيد جاهداً في كسب تأييد علماء المسلمين المبرزين وإقناعهم بالافتاء بخروج موسى الكاظم (عليه السلام) ومروقة عن الدين وبذلك كان يمهد ارضية المواجهة مع الإمام (عليه السلام ) ولما كان بهلول من علماء ذلك الوقت أراد هارون الرشيد اجباره على التوقيع في ورقة اصدر فيها امره بقتل الإمام الكاظم (عليه السلام).
ذهب البهلول إلى الإمام (عليه السلام) وأخبره بذلك وطلب منه أن يهديه سبيلاً للخلاص من هذه الورطة
فأمره الإمام (عليه السلام) أن يتظاهر بالجنون ليكون في امان من سطوة هارون
تظاهر البهلول بالجنون ، وكان بهذه الذريعة يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان الكناية والمزاح.
من أين جاء اسم بهلول؟
البهلول اسم خصاله الحسنة
التي كان يتصف بها ،فقد كان جميلاً فكهاً.
كان البهلول يتصف بصفتين :
الاولى: موقعة العلمي والاجتماعي .
والثانية: قرابتة من هارون الرشيد.
وهاتان الخصلتان كانتا السبب في عدم تورعه من هارون الرشيد وعماله، حتى انه كان يدخل عليه أي وقت شاء ويتكلم بما يريد
فكان مصداقاً للقول المعروف: "المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه" .
ماهي حكايته مع الرشيد ؟
وفي روضات الجنات : ان الرشيد أراد منه ان يتولى القضاء ، فأبى ذلك ، وأراد أن يتخلص منه فاظهر الجنون ، فلما أصبح تجانن وركب قصبة ودخل السوق وكان يقول : طرقوا خلوا الطريق لا يطأكم فرسي ، فقال الناس : جن بهلول ، فقال هارون : ما جنّ ولكن فر بدينه منا ، وبقي على ذلك إلى أن مات
البهلول وأهل البيت عليهم السلام
يظهر من أخباره ومناظراته انّه كان من أهل الموالاة والتشيع لاَهل البيت عليه السلام عن بصيرة نافذة ، وله كلمات حسنة ومواعظ بليغة وأشعار رائقة منها قوله :
يـا مـن تمتع بالدنيا وزينتها * ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما ليس تدركه * تقول لله مـاذا حين تلقاه
وقال للرشيد يوماً :
هب أنك قد ملكت الاَرض يوماً * ودان لك العباد فكان ماذا
ألست تـصير فـي قبر ويحث * وعليك ترابه هـذا وهذا
واعجبتني كثيرا تلك المناظرة التي كانت لبهلول مع عمرو بن عطاء والتي بين فيها فضل أهل البيت عليهم السلام
مناظرة البهلول مع عمرو بن عطاء في فضل أهل البيت عليهم السلام
روي أن البهلول كان ماراً في بعض أزقة البصرة فرأى جماعة يسرعون في المشي أمامه فقال لرجل منهم :
هؤلاء البهائم الشاردون بلا راع إلى أين يذهبون ؟
فقال له ذلك الرجل من باب المزاح : يطلبون الماء والكلأ !!
فقال له البهلول : كيف ذلك مع قلة الحمى والمنع الشديد ، والله لقد كان العلف كثيراً رخيصاً ولكنهم أحرقوه بالنار ، ثم أنشد هذه الاَبيات :
بـرئت إلــى الله من ظالم *** لسبط النبــي أبي القاسـم
ودنــت إلهي بحب الوصي *** وحب النبي أبـي فاطــم
وذلك حـــرز من النائبات *** ومـن كل متهــمغاشـم
بهم أرتجـي الفوز يوم المعاد *** وأنجو غداً من لظى ضارم
فلما سمعوا كلامه رجعوا إليه ، وقالوا له : إنهم ذاهبون إلى مجلس والي البصرة محمد بن سليمان ابن عم الرشيد .
فقال : لاَي شيءٍ تذهبون إليه ؟