قصيدة طوق الياسمين
للشاعر الكبير الراحل نزار قباني
شكرا ... لطوق الياسمين
وضحكتِ لي ... وظننت إنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليكِ
ظننت إنك تدركين
وجلستِ في ركن ركين
تتسرحين
وتنقطين العطر من قارورة وتدمدمين
لحنا فرنسي الرنين
لحنا كأيامي حزين
قدماكِ في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدتِ دولاب الملابس
تقلعين ... وترتدين
وطلبتِ أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ...
أفلي إذن تتجملين؟
ووقفتُ
في دوامة الألوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل تترددين؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته ...
وربطت طوق الياسمين
وظننت إنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليكِ
ظننت إنك تدركين
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتكِ ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
في أذن فارسكِ الامين
لحناً فرنسيّ الرنين
لحناً كأيامي حزين
وبدأت أكنشف اليقين
وعرفت أنكِ للسّوى تتجملين
وله ترشّين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الارضِ ... مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسكِ الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
"لاشيئ يستدعي انحناءك .. ذاك طوق الياسمين.....