إذا لــــم تكـُـنْ دنيـَــاكَ دارَ إقـامـةٍ
فمــا لكَ تبنيهــا بنَـاءَ مُـقـيـــم ِ؟
أرى النسـلَ ذنبـًـا للفتى لا يُقــالُــهُ
فلا تنـكحَـنَّ الدهرَ غيرَ عقيـــم ِ
وأعجبُ من جهــلِ الذيـن تكاثروا
بمجـدٍ لهم من حادثٍ وقـــديــم ِ
وأحلفُ ما الدنيــــا بــدار كـرامــةٍ
ولا عمرَتْ مِنْ أهلهــــا بكريم ِ
ســأرحــلُ عنهــا لا أؤمِّـــل أوْبـَـة
ذميمًا تولَّى عـــنْ جوارِ ذمِيــم ِ
وما صحَّ وُدُّ الخـِـلِّ فيهـــا وإنـَّمَــا
تغـُـرُّ بـــودٍّ في الحيــاة سَقيـــم ِ
فـــلا تتعـــلل بالمُـــدام وإن تجـُــزْ
إليها الدَّنايا فاخــشَ كـلَّ نديـــم ِ
وجدت بني الدنيــا لدى كل موطِنٍ
يعـُــدونَ فيهـــا شقــوة كنَعيـــم ِ
يزيــدُكِ فقــرا كلمــا ازددتَ ثروةً
فتـُلـفى غنيـًّـا في ثيــــابِ عديم ِ
فســـادٌ وكــونٌ حــادثــان كِلاهُمـا
شهيدٌ بأنَّ الخلـــقَ صنـعُ حَكيم